صفحة جزء
وقوله تعالى : إن عذابها كان غراما قيل : ( لازما ملحا دائما ) ، ومنه الغريم لملازمته وإلحاحه ، وإنه لمغرم بالنساء أي ملازم لهن لا يصبر عنهن ؛ وقال الأعشى :

إن يعاقب يكن غراما وإن يعط جزيلا فإنه لا يبالي



وقال بشر بن أبي خازم : [ ص: 214 ]

يوم النسار ويوم الجفا     ر كانا عذابا وكانا غراما



قال لنا أبو عمر غلام ثعلب : أصل الغرم اللزوم في اللغة ؛ وذكر نحوا مما قدمنا .

ويسمى الدين غرما ومغرما ؛ لأنه يقتضي اللزوم والمطالبة ، فيقال للطالب الغريم ؛ لأن له اللزوم وللمطلوب غريم ؛ لأنه يثبت عليه اللزوم ؛ وعلى هذا قوله صلى الله عليه وسلم : لا يغلق الرهن لصاحبه غنمه وعليه غرمه يعني دينه الذي هو مرهون به .

وزعم الشافعي أن الغرم الهلاك ؛ قال أبو عمر : وهذا خطأ في اللغة . وروي عن الحسن أنه قال : ( ليس غريم إلا مفارقا غريمه غير جهنم فإنها لا تفارق غريمها ) .

التالي السابق


الخدمات العلمية