صفحة جزء
قوله تعالى - : ولا تجسسوا حدثنا محمد بن بكر قال : حدثنا أبو داود عن القعنبي عن مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث ولا تجسسوا ولا تحسسوا . وحدثنا محمد بن بكر قال : حدثنا أبو داود قال : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال : حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن زيد بن وهب قال : أتي ابن مسعود فقيل : هذا فلان تقطر لحيته خمرا فقال عبد الله : " إنا قد نهينا عن التجسس ، ولكن إن يظهر لنا شيء نأخذ به " . وعن مجاهد : " لا تجسسوا خذوا بما ظهر لكم ودعوا ما ستر الله " .

فنهى الله في هذه الآيات عن سوء الظن بالمسلم الذي ظاهره العدالة والستر ، ودل به على أنه يجب تكذيب من قذفه بالظن ؛ وقال - تعالى - : لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا وقالوا هذا إفك مبين ؛ فإذا وجب تكذيب القاذف والأمر بحسن الظن فقد اقتضى ذلك النهي عن تحقيق المظنون ، وعن إظهاره .

ونهى عن التجسس بل أمر بالستر على أهل المعاصي ما لم يظهر منهم إصرار . حدثنا محمد بن بكر قال : حدثنا أبو داود قال : حدثنا محمد بن يحيى بن فارس قال : حدثنا الفريابي عن إسرائيل عن الوليد : قال أبو داود : ونسبه لنا زهير بن حرب عن حسين بن محمد عن إسرائيل في هذا الحديث قال الوليد بن أبي هشام عن زيد بن زائد عن ابن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا يبلغني أحد عن أحد شيئا ، فإني أحب أن أخرج إليكم وأنا سليم الصدر لكم وحدثنا محمد بن بكر قال : حدثنا أبو داود قال : حدثنا مسلم بن إبراهيم قال : حدثنا عبد الله بن المبارك عن إبراهيم بن نشيط عن كعب بن علقمة عن أبي الهيثم عن عقبة بن عامر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : من رأي عورة فسترها كان كمن أحيا موءودة وحدثنا محمد بن بكر قال : حدثنا أبو داود قال : حدثنا قتيبة بن سعيد قال : حدثنا الليث عن عقيل [ ص: 290 ] عن الزهري عن سالم عن أبيه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه من كان في حاجة أخيه فإن الله في حاجته ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة وجميع ما أمرنا الله به من ذلك يؤدي إلى صلاح ذات البين ، وفي صلاح ذات البين صلاح أمر الدنيا والدين ، قال الله - تعالى - : فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم

وحدثنا محمد بن بكر قال : حدثنا أبو داود قال : حدثنا محمد بن العلاء قال : حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن يزيد بن مرة عن سالم عن أم الدرداء عن أبي الدرداء قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة ؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال إصلاح ذات البين ، و فساد ذات البين الحالقة .

التالي السابق


الخدمات العلمية