صفحة جزء
وقوله : فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه فإن عبد الله بن طاوس يروي عن أبيه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : نحن الآخرون السابقون يوم القيامة ، بيد أن كل أمة أوتوا الكتاب قبلنا وأوتيناه من بعدهم ، فهذا يومهم الذي اختلفوا فيه ، فهدانا الله له ، ولليهود غد وللنصارى بعد غد .

وروى الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه ؛ إلا أنه قال : هدانا الله له ، يوم الجمعة لنا وغدا لليهود وبعد غد للنصارى . ففي هذا الحديث أن المراد بقوله : فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه هو يوم الجمعة ؛ وعموم اللفظ يقتضي سائر الحق الذي هدي له المؤمنون ، ويكون يوم الجمعة أحدها ؛ والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب .

[ ص: 399 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية