صفحة جزء
قوله (تعالى): يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين ؛ قال سعيد : "أخلصي لربك"؛ وقال قتادة : "أديمي الطاعة"؛ وقال [ ص: 294 ] مجاهد : "أطيلي القيام في الصلاة"؛ وأصل القنوت الدوام على الشيء؛ وأشبه هذه الوجوه بالحال الأمر بإطالة القيام في الصلاة؛ وروي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "أفضل الصلاة طول القنوت"؛ يعني طول القيام؛ ويدل عليه قوله - عطفا على ذلك -: واسجدي واركعي ؛ فأمرت بالقيام والركوع والسجود؛ وهي أركان الصلاة؛ ولذلك لم يكن هذا موضع سجدة عند سائر أهل العلم؛ كسائر مواضع السجود؛ لأجل ذكر السجود فيها; لأنه قد ذكر مع السجود القيام؛ والركوع؛ فكان أمرا بالصلاة؛ وفي هذا دلالة على أن الواو لا توجب الترتيب; لأن الركوع مقدم على السجود في المعنى؛ وقدم السجود ههنا في اللفظ.

التالي السابق


الخدمات العلمية