صفحة جزء
قوله (تعالى): فبما رحمة من الله لنت لهم ؛ قيل: إن "ما" ههنا صلة؛ معناه: فبرحمة من الله؛ روي ذلك عن قتادة ؛ كما قال: عما قليل ليصبحن نادمين ؛ وقوله (تعالى): فبما نقضهم ميثاقهم ؛ واتفق أهل اللغة على ذلك؛ وقالوا: معناها التأكيد؛ وحسن النظم؛ كما قال الأعشى:


فاذهبي ما إليك أدركني الحلـ ... ـم عداني عن هيجكم إشفاقي



[ ص: 329 ] وفي ذلك دليل على بطلان قول من نفى أن يكون في القرآن مجاز ; لأن ذكر "ما" ههنا مجاز؛ وإسقاطها لا يغير المعنى.

قوله (تعالى): ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك ؛ يدل على وجوب استعمال اللين والرفق؛ وترك الفظاظة والغلظة في الدعاء إلى الله (تعالى )؛ كما قال (تعالى): ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن ؛ وقوله (تعالى) لموسى وهارون: فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى .

التالي السابق


الخدمات العلمية