صفحة جزء
وقوله تعالى : ولا يجرمنكم شنآن قوم أن صدوكم عن المسجد الحرام أن تعتدوا قال ابن عباس وقتادة : " لا يجرمنكم : لا يحملنكم " . وقال أهل اللغة : يقال جرمني زيد على بغضك أي حملني عليه . وقال الفراء : لا يكسبنكم ، يقال : جرمت على أهلي أي كسبت لهم ، وفلان جريمة أهله أي كاسبهم ؛ قال الشاعر :

جريمة ناهض في رأس نيق ترى لعظام ما جمعت صليبا

[ ص: 296 ] ويقال : جرم يجرم جرما ، إذا قطع . وقوله تعالى : شنآن قوم قرئ بفتح النون وسكونها ، فمن فتح النون جعله مصدرا من قولك : " شنئته أشنأه شنآنا " والشنآن البغض فكأنه قال ولا يجرمنكم بغض قوم ؛ وكذلك روي عن ابن عباس وقتادة قالا عداوة قوم " .

ومن قرأ بسكون النون فمعناه بغيض قوم ، فنهاهم الله بهذه الآية أن يتجاوزوا الحق إلى الظلم والتعدي ، لأجل تعدي الكفار بصدهم المسلمين عن المسجد الحرام ؛ ومثله قول النبي صلى الله عليه وسلم : أد الأمانة إلى من ائتمنك ولا تخن من خانك .

التالي السابق


الخدمات العلمية