قوله تعالى : 
لولا ينهاهم الربانيون والأحبار عن قولهم الإثم قيل فيه : إن معناه " هلا " وهي تدخل للماضي والمستقبل ، فإذا كانت للمستقبل فهي في معنى الأمر ، كقوله : " لم لا تفعل " وهي هاهنا للمستقبل ، يقول : هلا ينهاهم ولم لا ينهاهم وإذا كانت للماضي فهو للتوبيخ ، كقوله تعالى : 
لولا جاءوا عليه بأربعة شهداء لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا وقيل في الرباني : إنه العالم بدين الرب ، فنسب إلى الرب ، كقولهم : " روحاني " في النسبة إلى الروح ، " وبحراني " في النسبة إلى البحر . وقال 
 nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن   : " الربانيون علماء أهل الإنجيل ، والأحبار علماء أهل التوراة " . وقال غيره : " هو كله في 
اليهود  ؛ لأنه متصل بذكرهم  " . وذكر لنا 
أبو عمر  غلام 
 nindex.php?page=showalam&ids=15611ثعلب  عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=15611ثعلب  قال : " الرباني العالم العامل " . وقد اقتضت الآية وجوب 
إنكار المنكر بالنهي عنه والاجتهاد في إزالته ، لذمه من ترك ذلك . قوله تعالى : 
وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم روي عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس   nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة   nindex.php?page=showalam&ids=14676والضحاك  أنهم  
[ ص: 105 ] وصفوه بالبخل وقالوا : هو مقبوض العطاء ، كقوله تعالى : 
ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط وقال 
 nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن   : " قالوا هي مقبوضة عن عقابنا "  . 
واليد في اللغة تنصرف على وجوه : منها الجارحة وهي معروفة . ومنها النعمة ، تقول : لفلان عندي يد أشكره عليها ، أي نعمة ومنها القوة . فقوله 
أولي الأيدي فسروه بأولي القوى ؛ ونحوه قول الشاعر : 
تحملت من ذلفاء ما ليس لي به ولا للجبال الراسيات يدان 
ومنها الملك ، ومنه قوله : 
الذي بيده عقدة النكاح يعني يملكها . ومنها الاختصاص بالفعل ، كقوله تعالى : 
خلقت بيدي أي توليت خلقه . ومنها التصرف ، كقولك : " هذه الدار في يد فلان " يعني التصرف فيها بالسكنى أو الإسكان ونحو ذلك . وقيل : إنه قال تعالى : 
بل يداه على وجه التثنية ؛ لأنه أراد نعمتين : إحداهما نعمة الدنيا ، والأخرى نعمة الدين . 
والثاني : قوتاه بالثواب والعقاب ، على خلاف قول 
اليهود  ؛ لأنه لا يقدر على عقابنا . وقيل : إن التثنية للمبالغة في صفة النعمة ، كقولك : " لبيك وسعديك " . وقيل في قوله تعالى : 
غلت أيديهم يعني في جهنم ؛ روي عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن