صفحة جزء
قوله تعالى : لئلا يكون للناس عليكم حجة إلا الذين ظلموا منهم من الناس من يحتج به في الاستثناء من غير جنسه .

وقد اختلف أهل اللغة في معناه ، فقال بعضهم : " هو استثناء منقطع ومعناه : لكن الذين ظلموا منهم يتعلقون بالشبهة ويضعون موضع الحجة ، وهو كقوله تعالى : ما لهم به من علم إلا اتباع الظن معناه : لكن اتباع الظن ، قال النابغة :

ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم بهن فلول من قراع الكتائب

معناه : لكن بسيوفهم فلول ، وليس بعيب " وقيل فيه : " إنه أراد بالحجة المحاجة والمجادلة ، فقال : لئلا يكون للناس عليكم حجاج إلا الذين ظلموا فإنهم يحاجونكم بالباطل " . وقال أبو عبيدة : " إلا " هاهنا بمعنى الواو ، وكأنه قال : لئلا يكون للناس عليكم حجة وإلا الذين ظلموا .

وأنكر ذلك الفراء وأكثر أهل اللغة ، قال الفراء : لا تجيء " إلا " بمعنى الواو إلا إذا تقدم استثناء كقول الشاعر : [ ص: 114 ]

ما بالمدينة دار غير واحدة     دار الخليفة إلا دار مروان

كأنه قال : ما بالمدينة دار إلا دار الخليفة ودار مروان . وقال قطرب : معناه لئلا يكون للناس عليكم حجة إلا على الذين ظلموا . وأنكر هذا بعض النحاة .

التالي السابق


الخدمات العلمية