صفحة جزء
قوله تعالى: والفتنة أشد من القتل ، يعني: كفرهم وتعذيبهم للمؤمنين، في البلد الحرام والشهر الحرام، أعظم مأثما من القتل في الشهر الحرام ، وأنه إذا كان يتوقع منهم مثل ذلك، وجب قتلهم في البلد الحرام وفي الشهر الحرام، وكذلك معنى قوله: وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله ، فعلل القتال والقتل بهذا المعنى، وهذا يستوي فيه الحرم وغيره، والشهر الحرام وغيره.

وكذلك قاله الربيع بن أنس فإنه قال:

قوله تعالى: ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام .

منسوخ بقوله تعالى: وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة .

وقال قتادة: هو منسوخ بقوله: ( اقتلوا المشركين حيث وجدتموهم ) ، وقد نزل قوله تعالى: فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم في سورة براءة (التوبة) بعد سورة البقرة، والذي كان من خطبة رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح، وقوله فيها: "إن الله تعالى حرم مكة" الحديث ، نسخه ما بعده، وسورة براءة فإنها [ ص: 84 ] نزلت بعد ذلك بمدة .

وقال ابن عباس وقتادة ومجاهد والربيع: الفتنة في قوله: وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ، الشرك بالله.

وقيل: إنما سمى الكفر فتنة لأنه يؤدي إلى الهلاك كما تؤدي إليه الفتنة..

التالي السابق


الخدمات العلمية