صفحة جزء
ولما أمرهم ونهاهم ، ذكر لهم ترغيبا مشيرا إلى ترهيب فقال : واذكروا أي : نعمة الله عليكم إذ جعلكم خلفاء أي : فيما أنتم فيه من بعد عاد أي : إهلاكهم وبوأكم في الأرض أي : جعل لكم في جنسها مساكن تبوؤون أي : ترجعون إليها وقت راحتكم ، سهل عليكم من عملها في أي أرض أردتم ما لم يسهله على غيركم ، ولهذا فسر المراد بقوله : تتخذون أي : بما لكم من الصنائع من سهولها قصورا أي : أبنية - بالطين واللبن والآجر - واسعة عالية حسنة يقصر أمل الآمل ونظر الناظر عليها مما فيها من المرافق والمحاسن وتنحتون الجبال أي : أي جبل أردتم تقدرونها بيوتا

ولما ذكرهم بهذه النعم مرغبا مرهبا - كرر ذلك إشارة وعبارة فقال مسببا عما ذكرهم به : فاذكروا أي : ذكر إذعان ورغبة ورهبة آلاء أي : نعم الله أي : الذي له صفات الكمال فلا حاجة [ ص: 446 ] به إلى أحد ، فإحسانه هو الإحسان في الحقيقة ولا تعثوا في الأرض من العثي وهو الفساد ، وهو مقلوب عن العيث - قاله ابن القطاع ، وحينئذ يكون قوله : مفسدين بمعنى معتمدين للفساد .

التالي السابق


الخدمات العلمية