ولما بين تعالى ما كان قولهم مسببا له من الأخذ بغتة، بين ما كان يكون ضد قولهم مسببا له من البركات لو وقع بقوله: 
ولو أن أهل القرى أي: هذه التي قصصنا أخبارها، 
آمنوا أي: بما أتاهم به رسلهم،  
[ ص: 12 ] واتقوا أي: خافوا أمر الله وجعلوا بينهم وبين سخطه وقاية من طاعاته فاستمروا على إيمانهم، 
لفتحنا عليهم بركات أي: خيرات ثابتة لا يقدر أحد على إزالتها، 
من السماء أي: بالمطر الذي يكون كأفواه القرب وما شابهه، 
والأرض بالنبت الغليظ وما قاربه، وقراءة 
 nindex.php?page=showalam&ids=16447ابن عامر  بالتشديد يدل على كثرة تلك البركات، وأصل 
البركة المواظبة على الخير. 
ولما كان الكلام بما أفهمته "لو" في قوة أنهم لم يؤمنوا عبر بقوله: 
ولكن كذبوا أي: كان التكذيب ديدنهم وشأنهم، فلذلك لم يصدقوا رسلنا في شيء، ولما كان التكذيب موضع الجلافة والجمود الذي هو سبب لعدم النظر في الدليل، سبب عنه العذاب فقال: 
فأخذناهم أي: بما لنا من العظمة، 
بما أي: بسبب ما 
كانوا يكسبون أي: بجبلاتهم الخبيثة من الأعمال المناسبة لها.