ولما خيلوهم حتى أوقفوهم عما فهموا عنهم من المبادرة إلى المتابعة بادعاء أنه ساحر; نفروهم من ذلك وخوفوهم بأنه يريد أن يحكم فيهم قومه الذين كانوا عبيدا لهم ويزيحوهم من ديارهم التي هي لأشباحهم مثل أشباحهم لأرواحهم بقوله: 
يريد أن يخرجكم أي: أيها القبط 
من أرضكم أي: هذه التي أثلها لكم آباؤكم وبها قوامكم; ولما كان السياق لبيان فسقهم، أسقط قولهم في الموضع الآخر 
بسحره إفهاما لعجلتهم في إبرام الأمر في ضره [إشارة إلى تغاليهم في الفسق بعلمهم  
[ ص: 25 ] أنه محق وليس بساحر]. 
ولما كان المقصود بهذا الكلام استعطاف المخاطبين، استعطفوهم بعد أن أوقفوهم، ثم خوفوهم بما سببوا عن الخطاب السابق من قولهم: 
فماذا تأمرون أي: تقولون في هذه المشورة أيها السادة ليمتثل.