صفحة جزء
ولما ذكر حشر الكافرين ذكر علته فقال معلقا بيحشرون: ليميز الله أي: الذي له صفات الكمال بذلك الحشر الخبيث من الطيب أي: إنما جعل للكفار دارا تخصهم ويخصونها لإظهار العدل والفضل بأن يميز الكافر من المؤمن فجعل لكل دار يتميز بها عدلا في الكافرين وفضلا على المؤمنين، فيجعل الطيب في مكان واسع حسن ويجعل الخبيث أي: الفريق المتصف بهذا الوصف بعضه على بعض والركم: جمع الشيء [ ص: 279 ] بعضه فوق بعض، فكأن قوله: فيركمه جميعا عطف تفسير يؤكد الذي قبله في إرادة الحقيقة مع إفهام شدة الاتصال حتى يصير الكل كالشيء الواحد كالسحاب المركوم، والنتيجة قوله: فيجعله في جهنم أي: دار الضيق والغم والتجهم والهم.

ولما كان هذا أمرا لا فلاح معه، استأنف قوله جامعا تصريحا بالعموم: أولئك أي: البعداء البغضاء الذين أفهمهم اسم الجنس في الخبيث هم الخاسرون أي: خاصة لتناهي خسرانهم، لأنهم اشتروا بأموالهم إهلاك أنفسهم بذلك الحشر.

التالي السابق


الخدمات العلمية