صفحة جزء
ولما عذبوهم قولا وفعلا، عللوا لهم ذلك بقولهم زيادة في تأسيفهم: "ذلك" أي: هذا الفعل العظيم الذي يفعله بكم من العذاب الأليم، بما قدمت أيديكم أي: من الجراءة على الله، وأن أي: وبسبب أن له أن يفعل ذلك وإن لم تقدموا شيئا فإن "الله" أي: الذي له صفات الكمال ليس بظلام أي: بذي ظلم، للعبيد فإن ملكه لهم تام، والمالك التام الملك على ما يملكه الملك الذي لا شيء يخرج عن دائرة ملكه، وهو الذي جبلكم هذه الجبلة الشريرة التي تأثرت عنها هذه الأفعال القبيحة، وهو لا يسأل عما يفعل، من الذي يسأله! ويجوز أن يكون المعنى: وليس بذي ظلم؛ لأنه لا يترك الظالم يبغي على المظلوم من [ ص: 303 ] غير جزاء لكم على ظلمكم لأهل طاعته، [وسيأتي في "فصلت" حكمة التعبير بصيغة تحتمل المبالغة].

التالي السابق


الخدمات العلمية