صفحة جزء
ثم صرح بالاستهانة بكيدهم فقال: وإن يريدوا أي: الكفار أن يخدعوك أي: بما يوقعون من الصلح أو بغيره فإن حسبك أي: كافيك الله أي: الذي له صفات العز كلها، ثم علل كفايته أو استأنف بيانها بقوله: هو أي: وحده الذي أيدك بنصره أي: إذ كنت وحدك وبالمؤمنين أي: بعد ذلك في هذه الغزوة التي كانت العادة قاضية فيها بأن من معك لا يقومون للكفار فواق ناقة، ولعل هذا تذكير بما كان من الحال في أول الإسلام، أي: إن الذي [ ص: 318 ] أرسلك مع وحدتك في مكة بين جميع الكفار وغربتك فيهم - وإن كانوا بني عمك - بسبب دعوتك إلى هذا الدين وعلوك عن أحوالهم البهيمية إلى الأخلاق الملكية، هو الذي قواك وحده بالنصر عليهم حتى لم يقدروا على أذى يردك عن الدعاء إلى الله مع نصب جميعهم لك ولمتبعيك شباك الغدر ومدهم إليكم أيدي الكيد ثم سلكم من بين أظهرهم كما تسل الشعرة من العجين مع اجتهادهم في منعكم من ذلك، وأيدكم بالأنصار وجمع بين كلمتهم بعد شديد العداوة

التالي السابق


الخدمات العلمية