صفحة جزء
ولما نهي عن ذلك لم يبق مما اقتضته القسمة العقلية إلا العناد ممن يمكن منه كما فعل بنو إسرائيل بعد مجيء العلم فأتبعه النهي عن مثل حالهم بقوله: ولا تكونن أي: بوجه من الوجوه، والمراد بهذا أتباعه من الذين كذبوا أي: فعلوا فعل المكذب مستهينين بآيات الله أي التي لا أعظم منها بإضافتها إلى من لا أعظم منه فتكون أي: كونا راسخا من الخاسرين بل اثبت على ما أنت عليه من اليقين والطمأنينة والثقة بالله والسكينة، وهذا ونحوه مما غلظت فيه العبارة دلالة على مزيد قرب المخاطب [وإن كان المراد غيره] وعظيم منزلته ولطيف خصوصيته كما مضى بيانه عن الإمام أبي الحسن الحرالي رحمه الله في سورة براءة عند قوله تعالى: عفا الله عنك - الآية. وتغليظ [ ص: 207 ] العبارة فيه تأديب عظيم لتابعيه; والشك: الوقوف بين النقيضين، وهو من شك العود فيما ينفذ فيه، لأنه يقف بذلك الشك بين جهتيه; والإنزال: نقل الشيء من علو إلى سفل; والامتراء: طلب التشكك مع ظهور الدليل، من مري الضرع وهو مسحه ليدر.

التالي السابق


الخدمات العلمية