صفحة جزء
ولأن هذا المجموع يفيد قهر الحق للخلق بما شاء منهم من هدى وفتنة لتظهر فيها رحمته ونقمته وهو الحق الذي هو ماضي الحكم الذي جبلة محمد صلى الله عليه وسلم تتقاضى التوقف فيه لما هو عليه من طلب الرحمة ولزوم حكم الوصية خاطبه الحق بقوله : الحق أي : هذا التفريق والتصنيف الموجب لعمارات درجات الجنة وعمارات دركات النار هو الحق ، أو يكون المعنى : الحق الذي أخبرت به في هذه السورة أو الآيات ، أو جنس الحق كائن من ربك أي : المحسن إليك بطرد من يضر اتباعه كما هو محسن إليك بالإقبال بمن ينفع اتباعه فلا تكونن من الممترين فيما فسر نحوه من اشتباه المرتبتين الواقعة منه فيما بين الفضل والعدل والواقعة من غيره فيما بين الجور [ ص: 229 ] والعدل ، انتهى . وفيه زيادة وتغيير ، وفي تأكيد الأمر تارة بالعلم وتارة بالمعرفة وتارة بغيرهما تأكيد لوجوب اتباعه صلى الله عليه وسلم وإزاحة لما يلقيه السفهاء العالمون به من الشبه . قال الحرالي : والممتري من الامتراء وهو تكلف المرية وهي مجادلة تستخرج السوء من خبيئة المجادل ، من امتراء ما في الضرع وهو استيصاله حلبا ، ولأنه حال الشاك ربما أطلق عليه .

التالي السابق


الخدمات العلمية