صفحة جزء
فلما رأى أن الأمر بلغ الغاية ولم يبق شيء يتخوفه، عرفهم بنفسه فاستأنف تعالى الإخبار عن ذلك بقوله حكاية: قال هل علمتم مقررا لهم بعد أن اجترءوا عليه واستأنسوا به، والظاهر أن هذا كان بغير ترجمان "ما" أي قبح الذي فعلتم بيوسف أي أخيكم الذي حلتم بينه وبين أبيه وأخيه في جعلكم إياه فريدا منه ذليلا بينكم، ثم [في] قولكم له لما وجدوا الصواع في رحله: لا يزال يأتينا البلاء [ ص: 206 ] من قبلكم يا بني راحيل! وأعلمهم بأن ظنه فيهم الآن جميل تسكينا لهم فقال: إذ أي حين أنتم جاهلون أي فاعلون فعلهم - تلويحا [لهم] إلى معرفته وتذكيرا بالذنب ليتوبوا، [و] تلطفا معهم في ذلك المقام الذي يتنفس فيه المكروب، وينفث فيه المصدور، ويشتفي فيه المغيظ المحنق، ويدرك ثأره الموتور، بتخصيص جهلهم - بمقتضى "إذا" - بذلك الزمان إفهاما لهم أنهم الآن على خلاف ذلك،

التالي السابق


الخدمات العلمية