صفحة جزء
فكأنه قيل: فما فعل به الملك؟ فقيل: لم يعاجله بالعقوبة؛ بل [ ص: 55 ] أخره إلى أجله المحكوم به في الأزل؛ كما أنه لم يعاجلكم لذلك؛ فكأنه قيل: فما قال له؟ فقيل: قال له؛ ليقيم الحجة عليه عند الخلائق ظاهرا؛ كما قدمت عليه الحجة في العلم باطنا: يا إبليس ؛ اختار هذا الاسم هنا؛ لأن الإبلاس معناه اليأس من كل خير؛ والسكون والانكسار؛ والحزن والتحير؛ وانقطاع الحجة؛ والندم؛ ما لك ؛ أي شيء لك من الأعذار في ألا تكون ؛ أي: بقلبك وقالبك؛ مع الساجدين ؛ لمن أمرتك بالسجود له؛ وأنت تعلم مما أنا عليه من العظمة والجلال ما لا يعلمه كثير من الخلق؟

التالي السابق


الخدمات العلمية