صفحة جزء
ثم بين حالهم إذا حصل لهم نوع ما جعلوه له - سبحانه -؛ فقال (تعالى): وإذا ؛ أي: جعلوا كذا؛ والحال أنه إذا بشر أحدهم ؛ ولما تعين وزال المحذور؛ جمع بين الخساستين؛ كما بين آخر "الصافات"؛ فقال (تعالى): بالأنثى ؛ أي: قابل هذه البشرى [ ص: 184 ] التي تستحق السرور بحصول نسمة تكون سببا لزيادة هذا النوع؛ وقد تكون سبب سعادته؛ دالة على عظمة الله؛ بضد ما تستحق؛ مما لا يفيده شيئا؛ بأن ظل وجهه ؛ وكنى عن العبوس؛ والتكدر؛ والغبرة؛ بما يفور فيه من الغيظ؛ بقوله (تعالى): مسودا ؛ أي: من الغم؛ والكراهة؛ ولعله اختير لفظ "ظل"؛ الذي معناه العمل نهارا؛ وإن كان المراد العموم في النهار وغيره؛ دلالة على شهرة هذا الوصف شهرة ما يشاهد نهارا؛ وهو كظيم ؛ ممتلئ غيظا على المرأة؛ ولا ذنب لها بوجه؛ و"البشارة"؛ في أصل اللغة: الخبر الذي يغير البشرة من حزن؛ أو سرور؛ ثم خص في عرف اللغة بالسرور؛ ولا تكون إلا بالخبر الأول؛ ولعله عبر عنه بهذا اللفظ تنبيها على تعكيسهم للأمور؛ في جعلهم؛ وسرورهم؛ وحزنهم؛ وغير ذلك من أمرهم.

التالي السابق


الخدمات العلمية