صفحة جزء
ولما بين مآلهم؛ وكانوا يقولون: إن لهم من يشفع فيهم؛ بين لهم ما يكون من حالهم؛ بالقياس على أشكالهم؛ تهديدا؛ وتسلية للنبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -؛ فقال (تعالى): تالله ؛ أي: الملك الأعلى؛ لقد أرسلنا ؛ أي: بما لنا من العظمة؛ رسلا من الماضين؛ إلى أمم ؛ ولما كان الإرسال بالفعل لم يستغرق زمان القبل؛ قال: من قبلك ؛ كما أرسلناك إلى هؤلاء؛ فزين لهم الشيطان ؛ أي: المحترق بالغضب؛ المطرود باللعنة؛ أعمالهم ؛ كما زين لهؤلاء؛ فضلوا كما ضلوا؛ فأهلكناهم؛ فهو ؛ لا غيره؛ وليهم اليوم ؛ بعد إهلاكهم حال كونهم في النار؛ ولا قدرة له على نصرهم؛ ولهم عذاب أليم ؛ فلا ولي لهم؛ لأنه لو قدر على نصرهم لما أسلمهم للهلاك؛ وقد أطاعوه؛ بل لو عدموا ولايته كان ذلك أولى لهم؛ فهو نفي لأن يكون لهم ولي؛ على أبلغ الوجوه.

التالي السابق


الخدمات العلمية