صفحة جزء
ولما أمر بما تضمن أنه كإخوانه من الرسل في كونه بشرا؛ [ ص: 514 ] أتبعه قوله (تعالى) - عطفا على: "فأبى"؛ أو "فقالوا" -: وما منع الناس ؛ أي: قريشا؛ ومن قال بقولهم لما لهم من الاضطراب؛ أن يؤمنوا ؛ أي: لم يبق لهم مانع من الإيمان؛ والجملة مفعول "منع"؛ إذ جاءهم الهدى ؛ أي: الدليل القاطع على الإيمان؛ وهو القرآن؛ وغيره من الأدلة؛ إلا ؛ وفاعل "منع" أن قالوا ؛ أي: منكرين غاية الإنكار؛ متعجبين؛ متهكمين: أبعث الله ؛ أي: بما له من العظمة الباهرة من صفات الجلال؛ والإكرام؛ بشرا رسولا ؛ وسبب اتباع الضلال - مع وضوح ضره - وترك الهدى - مع ظهور نفعه - وقوع الشبهة؛ أو الشهوة؛ لضعفاء العقول - وهم أكثر الناس - في أوله؛ ثم تقليد الرؤساء؛ وتمكن العادة السيئة فيما بعد ذلك؛

التالي السابق


الخدمات العلمية