صفحة جزء
ثم استأنفوا على طريق التخصيص ما ينبه على أنهم من حين عبادتهم إلى الآن لم يأتوا على ذلك بدليل، فقالوا منبهين على فساد التقليد في أصول الدين وأنه لا مقنع فيه بدون القطع: لولا أي هلا يأتون الآن.

[ ص: 23 ] ولما كانوا بعبادتهم لهم قد أحلوهم محل العلماء، قال تعالى: عليهم أي على عبادتهم إياهم، وحققوا ما أرادوا من الاستعلاء بقولهم: بسلطان أي دليل قاهر بين مثل ما نأتي نحن على تفرد معبودنا بالأدلة الظاهرة، والبراهين الباهرة، فإن مثل هذا الأمر لا يقنع [فيه-] بدون ذلك، وقد جمعنا الأدلة كلها في الاستدلال على تفرد الله باستحقاقه للعبادة بأنه تفرد بخلق الوجود، فتسبب عن عجزهم عن دليل أنهم أظلم الظالمين لافتعالهم الكذب عن ملك الملوك ومالك الملك، فلذلك قالوا: فمن أظلم ممن افترى أي تعمد على الله أي الملك الأعظم كذبا فالآية دالة على فساد التقليد في الوحدانية.

التالي السابق


الخدمات العلمية