صفحة جزء
ثم بينها بقوله: جنات عدن أي إقامة لا ظعن عنها بوجه من الوجوه التي وعد الرحمن الشامل النعم عباده الذين هو أرحم بهم من الوالدة بولدها; وعبر عنهم بوصف العبودية للإشعار بالتحنن، وعدا كائنا بالغيب الذي لا اطلاع لهم عليه أصلا إلا من قبلنا، فآمنوا به فاستحقوا ذلك بفضله سبحانه على إيمانهم بالغيب.

ولما كان من شأن الوعود الغائبة - على ما يتعارفه الناس بينهم - احتمال عدم الوقوع، بين أن وعده ليس كذلك بقوله: إنه كان أي كونا هو سنة ماضية وعده مأتيا أي مقصودا بالفعل، فلا بد من وقوعه، فهو كقوله تعالى إن كان وعد ربنا لمفعولا

التالي السابق


الخدمات العلمية