صفحة جزء
ولما وصف سبحانه وتعالى بنفوذ الأمر واتساع العلم على وجه ثبت [ ص: 232 ] به ما أخبر به عن الجنة، فثبت أمر البعث، أتبع ذلك ما يقرره على وجه أصرح منه وأعم فقال مبدلا من "ربك": رب السماوات والأرض اللتين نحن من جملة ما فيهما من عباده وما بينهما منا ومن غيرنا من الأحياء وغيرها فاعبده بالمراقبة الدائمة على ما ينبغي له من مثلك واصطبر أي اصبر [صبرا عظيما-] بغاية جهدك على كل ما ينبغي الاصطبار عليه كذلك لعبادته [أي لأجلها فإنها لا تكون إلا عن مجاهدة شديدة: ثم علل ذلك -] بقوله: هل تعلم له سميا أي متصفا بوصف من أوصافه اتصافا حقيقيا، أو مسمى باسمه، العلم الواقع موقعا لأنه لا مماثل له حتى ولا في مجرد الاسم، وإيراده بصورة الاستفهام كالدعوى بدليلها.

التالي السابق


الخدمات العلمية