1. الرئيسية
  2. نظم الدرر في تناسب الآيات والسور
  3. سورة طه
  4. قوله تعالى إذ تمشي أختك فتقول هل أدلكم على من يكفله فرجعناك إلى أمك كي تقر عينها ولا تحزن
صفحة جزء
ثم ذكر ظرف الصنع فقال: إذ أي حين تمشي أختك أي في الموضع الذي وضعوك به لينظروا لك مرضعة فتقول بعد إذ رأتك، لآل فرعون: هل أدلكم على من يكفله أي يقوم بمصالحه من الرضاع والخدمة، ناصحا له، فقالوا: نعم! فجاءت بأمك فقبلت ثديها فرجعناك أي فتسبب عن قولها هذا أن رجعناك إلى أمك حين دلتهم عليها كي تقر أي تبرد وتسكن عينها وتربيك آمنة عليك غير خائفة، ظاهرة غير مستخفية ولا تحزن بفراقك أو بعدم تربيتها [لك -] وبذلها الجهد في نفعك وقتلت نفسا أي بعد أن صرت رجلا من القبط دفعا عن رجل من قومك فطلبت بها وأرادوا قتلك فنجيناك بما لنا من العظمة من الغم الذي كان قد نالك بقتله خوفا من جريرته، بأن أخرجناك مهاجرا لديارهم نحو مدين وفتناك فتونا أي خلصناك من محنة بعد محنة مرة بعد مرة، [ ص: 289 ] على أنه جمع فتن أو فتنة، [على ترك الاعتداد بالتاء -]، ويجوز أن يكون مصدرا كالشكور، إذن الفتون ولادته عام الذبح وإبقاؤه في البحر ثم منعه الرضاع من غير ثدي أمه ثم جره لحية فرعون، ثم تناوله الجمرة بدل الدرة، ثم قتله القبطي، ثم خروجه إلى مدين في الطريق الهيع خائفا يترقب، ثم إيجار نفسه عشر سنين، ثم إضلاله الطريق، ثم تفرق غنمه في ليلة مظلمة فلبثت سنين أي كثيرة في أهل مدين مقيما عند نبينا شعيب عليه السلام يربيك بآدابه، وصاهرته على ابنته ثم جئت أي الآن على قدر أي وقت قدرته في الأزل لتكليمي لك، وهو بلوغ الأشد والاستواء، وإرسالك إلى فرعون لأمضي فيه قدري الذي ذبح أبناء بني إسرائيل خوفا منه، فجئت غير مستقدم ولا مستأخر يا موسى

التالي السابق


الخدمات العلمية