صفحة جزء
ولما تمهد ذلك، تسبب عنه تعليمهما ما يقولان، فقال مؤكدا للذهاب أيضا لما مضى: فأتياه فقولا أي له; ولما كان فرعون ينكر ما تضمنه قولهما، أكد سبحانه فقال: إنا ولما كان التنبيه على معنى المؤازرة هنا - كما تقدم مطلوبا، ثنى فقال: رسولا ربك الذي رباك فأحسن تربيتك بعد أن أوجدك من العدم، إشارة إلى تحقيره بأنه من جملة عبيد مرسلهما تكذيبا له في ادعائه الربوبية، ثم سبب [عن --] إرسالكما إليه قولكما: فأرسل معنا عبيده بني إسرائيل ليعبدوه، فإنه لا يستحق العبادة غيره ولا تعذبهم بما تعذبهم به من الاستخدام والتذبيح; ثم علل دعوى الرسالة بما يثبتها، فقال مفتتحا بحرف التوقع لأن حال السامع لادعاء الرسالة أن يتوقع دلالة على الإرسال: قد جئناك بآية أي علامة عظيمة وحجة وبرهان [ ص: 293 ] من ربك الذي لا إحسان عليك إلا منه، موجبة لقبول ما ادعيناه من العصا واليد وغيرهما، فأسلم تسلم، وفي تكرير مخاطبته بذلك تأكيد لتبكيته في ادعاء الربوبية، ونسبته إلى كفران الإحسان، فسلام عليك خاصة إن قبلت هدى الله والسلام أي جنسه على جميع من اتبع بغاية جهده الهدى عامة، وإذا كان هذا الجنس عليهم كان من المعلوم أن العطب على غيرهم، فالمعنى: [و -] إن أبيت عذبت

التالي السابق


الخدمات العلمية