صفحة جزء
لا ترى أي بالبصر [و -] لا بالبصيرة فيها أي مواضع الجبال عوجا بوجه من الوجوه، وعبر هنا بالكسر وهو للمعاني، ولم يعبر بالفتح الذي يوصف [به -] الأعيان، ومواضع الجبال أعيان لا معان، نفيا للاعوجاج على أبلغ وجه، بمعنى أنك لو جمعت أهل الخبرة بتسوية الأراضي لاتفقوا على الحكم باستوائها، ثم لو جمعت أهل الهندسة فحكموا مقاييسهم العلمية فيها لحكموا بمثل ذلك ولا أمتا أي شيئا مرتفعا كالكدية أو نتوا يسيرا أو شقا [أو اختلافا -]; وقال البيضاوي والزمخشري : الأمت النتو اليسير، قال الغزالي في الدرة الفاخرة: [ ص: 346 ] ينفخ في الصور فتطاير الجبال، وتفجر الأنهار بعضها في بعض، فيمتلئ عالم الهواء [ماء -]، وتنتثر الكواكب وتتغير السماء والأرض، ويموت العالمون فتخلو الأرض والسماء; قال: ثم يكشف سبحانه عن بيت في سقر فيخرج لهيب النار فيشتعل في البحور فتنشف، ويدع الأرض جمرة سوداء، والسماوات كأنها عكر الزيت والنحاس المذاب، ثم يفتح تعالى خزانة من خزائن العرش فيها بحر الحياة، فيمطر به الأرض، وهو كمني الرجال فتنبت الأجسام على هيئتها، الصبي صبي، والشيخ شيخ، وما بينهما، ثم تهب من تحت العرش نار لطيفة فتبرز الأرض ليس فيها جبل ولا عوج ولا أمت، ثم يحيي الله إسرافيل فينفخ في الصور من صخرة القدس، فتخرج الأرواح من ثقب في الصور بعددها كل روح إلى جسدها حتى الوحش والطير فإذا هم بالساهرة.

التالي السابق


الخدمات العلمية