ولما كان التقدير: حاق بهم هذا باستهزائهم بك، تبعه ما يدل
[ ص: 423 ] على أن الرسل في ذلك شرع واحد، تسلية له صلى الله عليه وسلم وتأسية، فقال [عاطفا على
وإذا رآك -]:
ولقد مؤكدا له لمزيد التسلية بمساواة إخوانه من الرسل وبتعذيب أعدائه. ولما كان المخوف نفس الاستهزاء لا كونه من معين، بنى للمفعول قوله:
استهزئ برسل [أي -] كثيرين.
ولما كان معنى التنكير عدم الاستغراق، أكده بالخافض فقال:
من قبلك فحاق أي فأحاط
بالذين سخروا منهم لكفرهم
ما كانوا بما هو لهم كالجبلة
به يستهزئون من الوعود الصادقة كبعض من سألوه الإتيان بمثل آياتهم كقوم
نوح ومن بعدهم.