صفحة جزء
ولما أفهم ما تقدم أن هذا الإله المدعو إليه قادر على كل من النفع والضر بالاختبار، وأن تجويز الوقوع لكل منهما منه على حد سواء، نبه على ذلك بقوله مستأنفا: إن الله أي الحائز لجميع صفات الكمال المنزه عن جميع شوائب النقص يدخل الذين آمنوا برسله وما دعت إليه من شأنه وعملوا تصديقا لإيمانهم الصالحات الخالصة [ ص: 21 ] الشاهدة بثباتهم في الإيمان بعد ما ضرهم في الدنيا بأنواع المعايب، تطهيرا لهم مما اقترفوه من الزلات، وأهوتهم إليه الهفوات جنات تجري من تحتها أي من أي مكان أردت من أرضها الأنهار ولما كان هذا أمرا باهرا دل على سهولته بقوله: تصريحا بما أفهمه السياق من وصف الاختيار: إن الله أي المحيط بكل شيء قدرة وعلما يفعل ما يريد من كل نفع وضر.

التالي السابق


الخدمات العلمية