صفحة جزء
ولما ساق سبحانه هذين الدليلين على القدرة على البعث، أتبعهما بما هو من جنسهما ومشاكل للأول منهما، وهو مع ذلك دليل على ختام الثاني من أنه من أجل النعم التي يجب شكرها، فقال: وأنـزلنا [ ص: 121 ] أي بعظمتنا من السماء أي من جهتها ماء بقدر لعله - والله أعلم - بقدر ما يسقي الزروع والأشجار، ويحيي البراري والقفار، وما تحتاج إليه البحار، مما تصب فيها الأنهار، إذ لو كان فوق ذلك لأغرقت البحار الأقطار، ولو كان دون ذلك لأدى إلى جفاف النبات والأشجار فأسكناه بعظمتنا في الأرض بعضه على ظهرها وبعضه في بطنها، ولم نعمها بالذي على ظهرها ولم نغور ما في بطنها ليعم نفعه وليسهل الوصول إليه وإنا على ما لنا من العظمة على ذهاب به أي على إذهابه بأنواع الإذهاب بكل طريق بالإفساد والرفع والتغوير وغير ذلك، مع إذهاب البركة التي تكون لمن كنا معه لقادرون قدرة هي في نهاية العظمة، فإياكم والتعرض لما يسخطنا.

التالي السابق


الخدمات العلمية