صفحة جزء
ولما لاح من هذا أن أخذهم وتأخيرهم في الإمكان على حد سواء، وكانوا يقولون ويفعلون ما لا صبر عليه إلا بمعونة من الله، كان كأنه قال: فماذا أفعل فيما تعلم من أمرهم؟ فقال آمرا له بمداواته: ادفع وفخم الأمر بالموصول لما فيه من الإيهام المشوق للبيان ثم بأفعل التفضيل فقال: بالتي هي أحسن أي من الأقوال والأفعال بالصفح والمداراة السيئة ثم خفف عنه ما يجد من ثقلها بقوله: نحن أعلم أي من كل عالم بما يصفون في حقك وحقنا، فلو شئنا منعناهم منه أو عاجلناهم بالعذاب وليس أحد بأغير منا فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل.

التالي السابق


الخدمات العلمية