صفحة جزء
ولما كان إتيان الشر فجاءة أشد ، وكان أخذه لهم عقب رؤيتهم له من غير مهلة يحصل فيها نوع استعداد أصلا ، دل على ذلك مصورا لحاله بقوله دالا بالفاء على الأشدية والتعقيب : فيأتيهم بغتة .

ولما كان البغت الإتيان على غفلة، حقق ذلك نافيا للتجوز بقوله : وهم لا يشعرون ودل على تطاوله في محالهم ، وجوسه لخلالهم ، وتردده في حلالهم ، بقوله دالا على ما هو أشد عليهم من المفاجأة بالإهلاك .

التالي السابق


الخدمات العلمية