صفحة جزء
وأنهم يقولون ما لا يفعلون أي : لأنهم لم يقصدوه ، وإنما ألجأهم إليه الفن الذي سلكوه فأكثر أقوالهم لا حقائق لها ، انظر إلى مقامات الحريري وما اصطنع فيها من الحكايات ، وابتدع بها من الأمور المعجبات التي لا حقائق لها ، وقد جعلها أهل الاتحاد أصلا لبدعتهم الكافرة ، وقاعدة لصفقتهم الخاسرة ، فما أظهر حالهم ، وأوضح ضلالهم! وهذا بخلاف القرآن فإنه معان جليلة محققة ، في ألفاظ متينة جميلة منسقة ، وأساليب معجزة مفحمة ، ونظوم معجبة محكمة ، [ ص: 115 ] لا كلفة في شيء منها ، فلا رغبة لذي طبع سليم عنها ، فأنتج ذلك أنه لا يتبعهم على أمرهم إلا غاو مثلهم ، ولا يزهد في [هذا] القرآن إلا من طبعه جاف ، وقلبه مظلم مدلهم.

التالي السابق


الخدمات العلمية