ولما تم بهذه القصة الدليل على حكمته ، توقع السامع 
الدلالة على علمه سبحانه ، فقال مبتدئا بحرف التوقع مشيرا إلى أنه لا نكير في فضل الآخر على الأول عاطفا على ما تقديره : فلقد آتينا 
موسى  وأخاه 
هارون  عليهما السلام حكمة وهدى وعلما ونصرا على من  
[ ص: 139 ] خالفهما وعزا : 
ولقد آتينا أي : بما لنا من العظمة 
داود وسليمان أي : 
ابن داود  ، وهما من أتباع 
موسى  عليهم السلام وبعده بأزمان متطاولة 
علما أي : جزاء من العلم عظيما من منطق الطير والدواب وغير ذلك لم نؤته لأحد قبلهما. 
ولما كان التقدير : فعملا بمقتضاه ، عطف عليه قوله : 
وقالا شكرا عليه ، دلالة على شرف العلم وتنبيها لأهله على التواضع : 
الحمد أي : الإحاطة بجميع أوصاف الكمال 
لله أي : الذي لا مثل له وله الجلال والجمال 
الذي فضلنا أي : بما آتانا من ذلك 
على كثير من عباده المؤمنين أي : الذين صار الإيمان لهم خلقا.