1. الرئيسية
  2. نظم الدرر في تناسب الآيات والسور
  3. سورة النمل
  4. قوله تعالى ولقد آتينا داود وسليمان علما وقالا الحمد لله الذي فضلنا على كثير من عباده المؤمنين
صفحة جزء
ولما تم بهذه القصة الدليل على حكمته ، توقع السامع الدلالة على علمه سبحانه ، فقال مبتدئا بحرف التوقع مشيرا إلى أنه لا نكير في فضل الآخر على الأول عاطفا على ما تقديره : فلقد آتينا موسى وأخاه هارون عليهما السلام حكمة وهدى وعلما ونصرا على من [ ص: 139 ] خالفهما وعزا : ولقد آتينا أي : بما لنا من العظمة داود وسليمان أي : ابن داود ، وهما من أتباع موسى عليهم السلام وبعده بأزمان متطاولة علما أي : جزاء من العلم عظيما من منطق الطير والدواب وغير ذلك لم نؤته لأحد قبلهما.

ولما كان التقدير : فعملا بمقتضاه ، عطف عليه قوله : وقالا شكرا عليه ، دلالة على شرف العلم وتنبيها لأهله على التواضع : الحمد أي : الإحاطة بجميع أوصاف الكمال لله أي : الذي لا مثل له وله الجلال والجمال الذي فضلنا أي : بما آتانا من ذلك على كثير من عباده المؤمنين أي : الذين صار الإيمان لهم خلقا.

التالي السابق


الخدمات العلمية