صفحة جزء
فأجابهم على هذا الجواب الغص بجواب الواسع القادر الذي لا يعتريه ضيق ، ولا تنويه عجلة ، مشيرا إلى الاستعداد للدفاع أو الاستسلام لذي الجلال والإكرام، كما فعلت بلقيس رضي الله عنها ، فقال مخاطبا الرأس الذي لا يقدر على هذه التؤدة حق القدرة غيره : قل يا محمد عسى أي : يمكن أن يكون وجدير وخليق بأن يكون ردف أي : تبع ردفا حتى صار كالرديف ولحق.

ولما قصر الفعل وضمنه معنى ما يتعدى باللام لأجل الاختصاص قال : لكم أي : لأجلكم خاصة بعض الذي تستعجلون إتيانه من الوعيد ، فتطلبون تعجيله قبل الوقت الذي ضربه الله له ، فعلى تقدير وقوعه ماذا أعددتم لدفاعه؟ فإن العاقل من ينظر في عواقب أموره، ويبنيها على أسوأ التقادير ، فيعد لما يتوهمه من البلاء ما يكون فيه [ ص: 210 ] الخلاص كما فعلت بلقيس رضي الله عنها من الانقياد الموجب للأمان لما غلب على ظنها أن الإباء يوجب الهوان ، لا كما فعل قوم صالح من الآبار ، التي أعانت على الدمار ، وغيرهم من الفراعنة.

التالي السابق


الخدمات العلمية