1. الرئيسية
  2. نظم الدرر في تناسب الآيات والسور
  3. سورة القصص
  4. قوله تعالى ونزعنا من كل أمة شهيدا فقلنا هاتوا برهانكم فعلموا أن الحق لله وضل عنهم ما كانوا يفترون
صفحة جزء
ولما ذكر الدليل الأول من الدليل على إبطال الشركة أن الشركاء لم يستجيبوا لهم ولا كانت لهم قدرة على نصرهم ولا نصر أنفسهم ، وكان ربما قيل : إن ذلك لشيء غير العجز ، دل هنا على الإشراك لا شبهة دليل فقال [صارفا القول إلى مظهر التكلم بأسلوب العظمة لأنه مجرد فعال] ونـزعنا أي : أفردنا بقوة وسطوة من كل أمة شهيدا [ ص: 347 ] أي : وهو رسولهم ، فشهد عليهم بأعمالهم وما كانوا فيه من الارتباك في أشراك الإشراك.

ولما تسبب عن ذلك سؤالهم عن سندهم في إشراكهم قال : فقلنا أي : للأمم : هاتوا برهانكم أي : دليلكم القطعي الذي فزعتم في الدنيا إليه ، وعولتم في شرككم عليه ، كما هو شأن ذوي العقول أنهم لا يبنون شيئا على غير أساس فعلموا بسبب [هذا] السؤال لما اضطروا ففتشوا واجتهدوا فلم يجدوا لهم سندا أصلا أن الحق أي : في الإلهية لله أي : الملك الأعلى الذي له الأمر كله ولا مكافئ له ، لا شركة لشيء معه وضل أي : غاب وبطل غيبة الشيء الضائع عنهم ما كانوا أي : كونا هو كالجبلة لهم يفترون أي : يقولونه قول الكاذب المتعمد للكذب لكونه لا دليل عليه ولا شبهة موجبة للغلط فيه.

التالي السابق


الخدمات العلمية