صفحة جزء
ولما أنكر عدم العلم ، صرح بالعلم فقال واعدا متوعدا ، عاطفا [ ص: 400 ] على ما أفهمه السياق من نحو : فقد علم الله جميع ما أخفوا وما أعلنوا : وليعلمن الله أي : المحيط علما وقدرة في عالم الشهادة حتى ينكشف ذلك لديكم كما هو عالم به في عالم الغيب الذين آمنوا أي : وقع منهم إيمان ، وليعلمن المؤمنين إيمانا صادقا [بما] يواليه عليهم من المحن ، وهم لا يزدادون إلا تسليما ورضى ، وأكده لما قدم من أن الناس حسبوا أنهم لا يفتنون وليعلمن الذي نافقوا وليعلمن المنافقين بمثل ذلك من الزلازل والفتن التي يميلون معها كيفما ميلتهم ، حتى يعلم كل من له لب أنه لا إيمان لهم كما أنه لا إيمان لهم ، ولا شك أنه يعامل كلا من الفريقين بما يستحق على حسب ما يعلم من قلبه ، والآية من الاحتباك كما مضى [عند] فليعلمن الله الذين صدقوا

التالي السابق


الخدمات العلمية