صفحة جزء
ولما كانوا يظنون أنهم على صواب، نصب لهم دليلا على بطلانه بما لا أوضح منه، ولا يمكن أحدا التوقف فيه، وذلك أنه لا يمكن أن يكون الشيء متصفا بنفي شيء وإثباته في حالة واحدة فقال مبدلا: من الذين فرقوا لما فارقوا دينهم الذي هو الفطرة الأولى، فعبد كل قوم منهم شيئا ودانوا دينا غير دين من سواهم، وهو معنى وكانوا أي بجهدهم وجدهم في [تلك] المفارقة المفرقة شيعا [ ص: 91 ] أي فرقا متحالفين، كل واحدة منهم تشايع من دان بدينها على من خالفهم حتى كفر بعضهم بعضا واستباحوا الدماء والأموال، فعلم قطعا أنهم كلهم ليسوا على الحق.

ولما كان هذا أمرا يتعجب من وقوعه، زاده عجبا بقوله استئنافا: كل حزب أي منهم بما لديهم أي خاصة من خاص ما عندهم من الضلال الذي انتحلوه فرحون ظنا منهم أنهم صادفوا الحق وفازوا به دون غيرهم.

التالي السابق


الخدمات العلمية