صفحة جزء
ولما أرشد إنكارهم خصوصيته بالذكر - بنفي شكهم اللازم منه إثبات أنهم على علم بأنه مرسل؛ وأنه أحقهم بالرسالة - إلى أن التقدير: أفيهم غيره من هو أهل لتلقي هذا الذكر؛ حتى ينزله الله عليه؛ ويترك هذا البشير النذير - صلى الله عليه وسلم -؛ عادل به قوله: أم عندهم ؛ أي: خاصة؛ دون غيرهم؛ خزائن رحمة ؛ ولما كان إنزال الوحي إحسانا إلى المنزل عليه؛ عدل عن إفراد الضمير إلى صفة الإحسان؛ المفيدة للتربية؛ فقال - مخاطبا له - صلى الله عليه وسلم - لأنه أضخم لشأنه؛ وأفخم لمقداره ومكانه -: ربك ؛ أي: المحسن إليك بإنزاله؛ ليخصوا به من شاؤوا؛ ويمنعوا من شاؤوا: أهم يقسمون رحمت ربك ولما كان لا يصلح للربوبية إلا الغالب لكل ما سواه؛ المفيض على من يشاء ما يشاء؛ قال: العزيز الوهاب ؛ أي: الذي يغلب كل شيء؛ ولا يغلبه شيء؛ ويفيض على جهة التفضل ما يشاء على من يريد؛ وله صفة الإفاضة؛ [ ص: 338 ] متكررة الآثار على الدوام؛ فلا معطي لما منع؛ ولا مانع لما أعطى.

التالي السابق


الخدمات العلمية