صفحة جزء
ولما أخبر سبحانه أنه صاحب الوحي بالشرائع دائما قديما وحديثا، علل ذلك بأنه صاحب الملك العام فقال: له ما في السماوات أي من الذوات والمعاني وما في الأرض كذلك. ولما كان العلو مستلزما للقدرة قال: وهو العلي أي على العرش الذي السماوات فيه علو رتبة وعظمة ومكانة لا مكان وملابسة، فاستلزم ذلك أن تكون له السماوات كلها والأراضي كلها مع ما فيها العظيم أي فلا يتصور شيء في وهم ولا يتخيل في عقل إلا وهو أعظم منه بالقهر والملك، فلذلك يوحي إلى من يشاء بما يشاء من إقرار وتبديل، لا اعتراض لأحد عليه.

التالي السابق


الخدمات العلمية