صفحة جزء
[ ص: 86 ] سورة القمر

مقصودها
بيان آخر النجم في أمر الساعة من تحققها وشدة قربها وتصنيف أهلها - باعتبار ما ذكر هناك من العجب من القرآن والضحك والبكاء والعمل - إلى طالب علم مهتد به، وإلى متبع نفسه هواها وشهواتها ضال بإهمالها فهو خائب، وذلك لأنه سبحانه وعد بذلك بإخبار نبيه (صلى الله عليه وسلم) وتحقق صدقه بما أيده به من آياته التي ثبت بها اقتداره على ما يريد من الإيجاد والإعدام، فثبت تفرده بالملك وأيد اقترابها بالتأثير في آية الليل بما يدل على الاقتدار على نقض السماوات المستلزم لإهلاك. .. فإن ذلك. .. بأنه ما بقي إلا تأثير آية النهار وعندما يكون طي الانتشار وعموم البوار المؤذن بالإحضار لدى الواحد القهار، وأدل ما فيها على هذا الغرض كله أول آياتها، فلذلك سميت بما تضمنته من الاقتراب والساعة والقمر، وكانت تسميتها بالقمر أشهر لدلالته بسرعة سيره وكثرة تقلبه على الاقتراب المنجم به النجم بالإشارة لا بالعبارة، ولم تسم بالانشقاق لأنه إذا أطلق انصرف إلى الاسم، فالسماء أحق به (بسم الله) الذي أحاط علمه فتمت قدرته (الرحمن) الذي وسعت رحمته كل شيء فعمت الشقي والسعيد (الرحيم) الذي خص بإتمام النعمة من اصطفاه فأسعدتهم رحمته.

التالي السابق


الخدمات العلمية