1. الرئيسية
  2. نظم الدرر في تناسب الآيات والسور
  3. سورة الملك
  4. قوله تعالى قالوا بلى قد جاءنا نذير فكذبنا وقلنا ما نزل الله من شيء إن أنتم إلا في ضلال كبير
صفحة جزء
قالوا بلى ولما طابق هذا الجواب فتوقع السامع إيضاحه. أفصحوا بما أفهمه وشرحوه تأسفا على أنفسهم مما حل بهم وتحسرا فقالوا: قد جاءنا وأظهروا موضع الإضمار تأكيدا وتنصيصا فقالوا: نذير أي مخوف بليغ التحذير فكذبنا أي فتسبب عن مجيئه أننا أوقعنا التكذيب بكل [ ص: 237 ] ما قاله النذير وقلنا أي زيادة في التكذيب والنكاية له والعناد الذي حل شؤمه بنا: ما نـزل الله أي الذي له الكمال كله عليكم و[ لا -] على غيركم، ولعل التعبير بالتفعيل إشارة إلى إنكارهم الفعل بالاختيار الملازم للتدريج - تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا، وأعرقنا في النفي فقلنا: من شيء لا وحيا ولا غيره، وما كفانا هذا الفجور حتى قلنا مؤكدين: إن أي ما.

ولما كان تكذيبهم برسول واحد تكذيبا لجميع الرسل قالوا عنادا: أنتم أي أيها النذر المذكورون في "نذير" المراد به الجنس، وفي خطاب الجمع إشارة أيضا إلى أن جواب الكل للكل كان متحدا مع افتراقهم في الزمان حتى كأنهم كانوا [ على -] ميعاد إلا في ضلال أي بعد عن الطريق وخطأ وعمى محيط بكم كبير فبالغنا في التكذيب والسفه بالاستجهال والاستخفاف.

التالي السابق


الخدمات العلمية