صفحة جزء
ولما أخبر (تعالى) أن التزكية إنما هي إليه بما له من العظمة؛ والعلم الشامل؛ وكان ذلك أمرا لا نزاع فيه؛ وشهد عليهم بالضلال؛ وثبت أن ذلك كلامه؛ بما له من الإعجاز في حالتي الإطناب؛ والإيجاز; ثبت كذبهم؛ فزاد في توبيخهم؛ فقال - معجبا لرسوله - صلى الله عليه وسلم - [ ص: 300 ] من وقاحتهم؛ واجترائهم على من يعلم كذبهم؛ ويقدر على معاجلتهم بالعذاب؛ مبينا أنه - صلى الله عليه وسلم - في الحضرة؛ بعد بيان بعدهم -: انظر كيف يفترون ؛ أي: يتعمدون؛ على الله ؛ أي: الذي لا يخفى عليه شيء؛ ولا يعجزه شيء؛ الكذب ؛ أي: من غير خوف منهم لذلك عاقبة؛ وكفى ؛ أي: والحال أنه كفى؛ به ؛ أي: بهذا الكذب؛ إثما مبينا ؛ أي: واضحا في نفسه؛ ومناديا عليها بالبطلان.

التالي السابق


الخدمات العلمية