صفحة جزء
ولما كان هذا الأمر هائلا، وكان الفاجر، لما على قلبه من الرين وله من القساوة، قليل الخوف من الأجل عديم الفكر فيما يأتي به غد لما غلب عليه من الشهوتين: السبعية والبهيمية بخلاف المتقي في كل ذلك، استأنف الإخبار زيادة في التهويل فقال: أولئك أي البعداء البغضاء هم أي خاصة لا غيرهم الكفرة أي الذين ستروا دلائل الإيمان الفجرة أي الذين خرجوا عن دائرة الشرع خروجا فاحشا حتى كانوا عريقين في ذلك الكفر والفجور، وهم في الأغلب المترفون الذين يحملهم غناهم على التكبر والأشر والبطر، فلجمعهم بين الكفر والفجور جمع لهم بين الغبرة والقترة، كما يكون للزنوج من البقاعة إذا علا وجوههم غبار ووسخ، فقد عاد آخرها على أولها فيمن يستحق الإعراض عنه ومن يستحق الإقبال عليه - والله الهادي.

التالي السابق


الخدمات العلمية