صفحة جزء
ولما ذكر ما يطلق وينشر، أتبعه ما يطوى ويحصر، ليبدو ما فوقه من العجائب وينظر، فقال: وإذا السماء أي هذا الجنس كله، أفرده لأنه يعلم بالقدرة على بعضه القدرة على الباقي كشطت أي قلعت بقوة عظيمة وسرعة زائدة وأزيلت عن مكانها التي هي ساترة له محيطة به، أو عن الهواء المحيط بسطحها الذي هو كالروح لها كما يكشط الإهاب عما هو ساتر له ومحيط به مع شدة الالتزاق [به - ] لأن ذلك يوم الكشف والإظهار فكشفنا عنك غطاءك وكشطها [ ص: 282 ] هو مثل انكشاف الناس عن العشار وتفرقهم عنها، فمن اعتقد زوالها أعرض عن ربط همته بشيء منها وناط أموره كلها بربها.

التالي السابق


الخدمات العلمية