صفحة جزء
ولما كان التقدير: نعم [قد - ] أتاني ذلك وعلمت من خبرهما وغيره أنك قادر على ما تريد، ولكن [الكفار - ] لا يصدقونني، عطف عليه قوله: بل الذين كفروا أي جاهروا بالكفر من هؤلاء القوم وغيرهم وإن كانوا في أدنى رتبة في تكذيب أي لما رأوا من الآيات لا مستند لهم فيه وهو شديد محيط بهم لاتباعهم أهواءهم وتقليدهم آباءهم، فهم لا يقدرون على الخروج من ذلك التكذيب الذي صار ظرفا لهم بعد سماعهم لأخبار هؤلاء المهلكين ورؤية بعض آثارهم، وبعد ما أقمت لهم من الأدلة على البعث في هذا القرآن المعجز، ولم يعتبروا [ ص: 366 ] بشيء من ذلك لما عندهم من داء الحسد، فحالهم أعجب من حالهم فحذرهم مثل مآلهم.

التالي السابق


الخدمات العلمية