صفحة جزء
ولما بين تعالى قساوتهم في حقوقه عامة ثم خاصة أتبعه بيان جساوتهم في مصالح أنفسهم لينتج أنهم أسفه الناس فقال وإذ قال موسى لقومه بني إسرائيل إن الله أي الذي له الأمر كله يأمركم [ ص: 467 ] أن تذبحوا بقرة لتعرفوا بها أمر القتيل الذي أعياكم أمره ، وتاؤها ليست للتأنيث الحقيقي بل لأنها واحدة من الجنس فتقع على الذكر والأنثى . ولما كان من حقهم المبادرة إلى الامتثال والشكر فلم يفعلوا بين فظاظتهم على طريق الاستئناف معظما لها بقوله حكاية عنهم قالوا أتتخذنا هزوا أي مكان هزء ومهزوءا بنا حين نسألك عن قتيل فتأمرنا بذبح بقرة ، فجمعوا إلى ما أشير إليه من إساءتهم سوء الأدب على من ثبتت رسالته بالمعجزة فرد كلامه كفر ، فذكرهم بما رأوا منه من العلم بالله المنافي للهزء بأن قال أعوذ بالله أي أعتصم بمن لا كفء له من أن أكون من الجاهلين فإنه لا يستهزئ إلا جاهل ، والعوذ اللجاء من [ ص: 468 ] متخوف لكاف يكفيه ، والجهل التقدم في الأمور المنبهمة بغير علم - قاله الحرالي .

التالي السابق


الخدمات العلمية