صفحة جزء
ولما كان قد نفى عن الأجرام السماوية ما ربما يضل به الخصم قال : فلما رأى أي : بعينه الشمس بازغة أي : عند طلوع النهار وإشراق النور الذي ادعوا فيه ما ادعوا قال مبينا لقصور ما هو أكبر من النور وهو ما عنه النور هذا مذكرا إشارته لوجود المسوغ ، وهو تذكير الخبر إظهارا لتعظيمها إبعادا عن التهمة ، وتنبيها من أول الأمر على أن المؤنث لا يصلح للربوبية ربي كما قال فيما مضى ; ثم علل ذلك بيانا للوجه الذي فارق فيه ما مضى فأورث شبهة ، فقال : هذا أكبر أي : مما تقدم فلما أفلت أي : غربت فخفي ظهورها وغلب نورها وهزمه جيش الظلام بقدرة الملك العلام قال يا قوم فصرح بأن الكلام لهم أجمعين ، ونادى على رؤوس الأشهاد .

ولما كانت القلوب قد فرغت بما ألقي من هذا الكلام المعجب للحجة ، وتهيأت لقبول الحق - ختم الآية بقوله : إني بريء مما تشركون أي : من هذا وغيره من باب الأولى ، فصرح بالمقصود لأنه لم يبق في المحسوس من العالم العلوي كوكب أكبر من الشمس ولا أنور ،

التالي السابق


الخدمات العلمية