آ. (146) قوله تعالى:
بغير الحق : فيه وجهان أحدهما: أنه متعلق بمحذوف على أنه حال، أي: يتكبرون ملتبسين بغير الحق. والثاني: أن يتعلق بالفعل قبله أي: يتكبرون بما ليس بحق، والتكبر بالحق لا يكون إلا لله تعالى خاصة.
قوله:
وإن يروا الظاهر أنها بصرية، ويجوز أن تكون قلبية، والثاني محذوف لفهم المعنى كقول
عنترة: 2293 - ولقد نزلت فلا تظني غيره مني بمنزلة المحب المكرم
أي: فلا تظني غيره واقعا مني، وكذا الآية الكريمة، أي: وإن يروا كل آية جائية أو حادثة. وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=16871مالك بن دينار "يروا" مبنيا للمفعول من أرى المنقول بهمزة التعدية.
[ ص: 457 ] قوله
الرشد قرأ الأخوان هنا
nindex.php?page=showalam&ids=12114وأبو عمرو في قوله
مما علمت رشدا خاصة دون الأولين فيها بفتحتين، والباقون بضمة وسكون. واختلف الناس فيها: هل هما بمعنى واحد؟ فقال الجمهور: نعم لغتان في المصدر كالبخل والبخل والسقم والسقم والحزن والحزن. وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12114أبو عمرو بن العلاء: "الرشد بضمة وسكون الصلاح في النظر، وبفتحتين الدين"، قالوا ولذلك أجمع على قوله
فإن آنستم منهم رشدا بالضم والسكون، وعلى قوله
فأولئك تحروا رشدا بفتحتين. وروي عن
nindex.php?page=showalam&ids=16447ابن عامر "الرشد" بضمتين وكأنه من باب الإتباع كاليسر والعسر. وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=14510السلمي "الرشاد" بألف فيكون الرشد والرشد والرشاد كالسقم والسقم والسقام. وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=12356ابن أبي عبلة "لا يتخذوها" و "يتخذوها" بتأنيث الضمير لأن السبيل يجوز تأنيثها. قال تعالى:
قل هذه سبيلي .
قوله:
ذلك فيه وجهان، أظهرهما: أنه مبتدأ خبره الجار بعده، أي: ذلك الصرف بسبب تكذيبهم. والثاني: أنه في محل نصب. ثم اختلف في ذلك: فقال
nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري: صرفهم الله ذلك الصرف بعينه فجعله مصدرا. وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13366ابن عطية: [ ص: 458 ] فعلنا ذلك. فجعله مفعولا به، وعلى الوجهين فالباء في "بأنهم" متعلقة بذلك المحذوف.
قوله:
وكانوا في هذه الجملة احتمالان، أحدهما: أنها نسق على خبر "أن"، أي: ذلك بأنهم كذبوا، وبأنهم كانوا غافلين عن آياتنا. والثاني: أنها مستأنفة أخبر الله تعالى عنهم بأن من شأنهم الغفلة عن الآيات وتدبرها.